السبت، 14 يناير 2023

حقيقة التاروت وقراءة الفنجان وعلم الابراج وقراءة الكف من القرآن الكريم.

                     بسم الله الرحمن الرحيم

الغيب المطلق والغيب النسبي في القرآن الكريم

من المعلوم أن معرفة الغيب المطلق قد انفرد بعلمه الخالق وحده سبحانه وتعالى وحدد له مفاتحه لا يعلمها إلا هو لكن تكمن المشكلة بذاتها في تحديد ماهية الغيب النسبي وحدوده.

وفي ذلك الموضوع سيتم بعون الله محاولة تحديد  ماهية الغيب النسبي وحدوده من آيات القرآن وكلماته وفهمه فهما صحيحا  مجرداً عن الزيغ والهوى و مجتنبا تحليل حراما أو تحريم حلالاً.

 حيث ذاع على مدار الأجيال محاولات من الضعفاء والمستضعفين والجهلاء والمشعوذين والسحرة والكهنة والعرافين لمعرفة جانب أو أكثر من جوانب علم الغيب ومعرفة مايخبئه المستقبل للأشخاص أو الجماعات مما يؤدي إلى حدوث أمور عصيبة مفادها أنها تتسبب من إستخدام وسائل تؤدي إلى الشرك بالله والإستعانة بالجن والشياطين وصولاً إلى إيذاء الأنفس بشتى الوسائل السلبية الشريرة المحرمة الناتجة عن تلك الاستعانة بالجن والشياطين وأعمال السحر المتنوعة.

ولقد كثر في زمننا الحاضر محاولات بطرق مختلفة منها على سبيل المثال لا الحصر- قراءة الفنجان -وقراءة الكف- وضرب الودع  -وما يخبره علم الأبراج الفلكية- و قراءة التاروت والكوتشينة - وغير ذلك من طرق معرفة الغيب النسبي.

فأي هذه الأفعال محرم وأيها جائز ؟

وفي محاولة الإنسان المعاصر التفاؤل و الإطمئنان النفسي على مستقبله ومستقبل أحبائه وإتخاذ خطوات وقرارات مصيرية وفي نفس الوقت محاولة إجتناب ماقد يعرضه للخطر وتجاهله..يثور التساؤل التالي:

هل هذا الإطلاع على الغيب النسبي هو جائز في القرآن من الأساس أم أنه غير جائز؟

وفي تفصيل ذلك الموضوع إبتداء يقول الله سبحانه وتعالى: 

قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ.

جاءت هذه الآية الكريمة بتعريف علم الغيب على إطلاقه فقد يستفاد منها إبتداء أن الغيب لا انواع له ولكن جاءت آية أخرى توضح أن الغيب له نوعين وهذه الآية وهي:

عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا (26)إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27) سورة الجن.

فقد أظهر الإستثناء الوارد في الآية السابقة أن الغيب بإطلاقه لا يظهر على مخلوق أيا كان إلا عن طريق الوحي ومن ذلك يستنتج و يستفاد أن الغيب من الممكن معرفته والإحاطة به من البشر عن طريق الوحي إلى الرسل وبذلك ينتقل من علم الغيب إلى علم الشهادة ولكنه يظل غيبا نسبياً لمن لا يعرفه ولا يعلم عنه شيئا.. عدا الغيب المطلق فلا يمكن معرفته ولا الإحاطة به ذلك الذي احتفظ به الله سبحانه لذاته كما تدل على ذلك الآيتين اللاحقتين:

وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ.

إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ.

فقد أشار الله سبحانه في هاتين الآيتين إلى الغيب المطلق الذي إحتفظ به لذاته فقط دون غيره من خلقه في ملكوته وحتى رسله من الملائكة والبشر الموحى إليهم..

ففي الآية الأولى مفاتح الغيب التى لا يعلمها إلا هو ولايمكن لبشر ولا ملاك ولا جني ولا شيطان الإحاطة بها أو حصرها.

أما في الآية الثانية فقد حدد انواع الغيب المطلق الذي لا يعلمه أحد سواه وهي على الترتيب:

١- علم الساعة: فلا يعلم مخلوق أيا كان وقتها بالتحديد ولا كيفيتها ولا زمانها ولا أمر الله بها.

٢- إنزال الغيث: فلا يحيط مخلوق بها ولا يمكن للبشر إدارة عملية تبخير المياه وإرسال الرياح وتكوين السحب وإنزال الأمطار بتلك الكميات المهولة التي تحدث في شتى أقطار الأرض بأكملها وبأمر من الله فقط.

٣- علم ما في الارحام: فلا يدرك مخلوق أي كائن سيصير في أرحام الثدييات من نفس ورزق ومصير من مستقر ومستودع والدليل على ذلك (حرف الوصل ما ) ولم يقل من.. وإلا كان نوع الأجنة علم غيبيا مطلقا.

 ولا يقدر أن يتحكم بشر  مهما بلغ من العلم التجريبي أن يتم تخليق كائن متكامل متحكم فيه لأن  الله وحده هو خالق كل شىء و أيضاً بسبب ضعف الطالب والمطلوب.

٤- الكسب للأنفس وعدم إستدراك كيفية الموت:

وفي هذه المسألة يكمن الفارق بين الغيب المطلق والنسبي..

فقد ذكر الله تعالى الكسب ولم يذكر الإكتساب في قوله ولاتدرى نفس ماذا تكسب غداً .. ومعنى ذلك أن ما كسبه الإنسان فهو من الله وحده غيب مطلق .. أما ما يكتسبه الإنسان فهو من نفسه ومن غيره هو بذلك غيب نسبي.. والعلاقة بينهما متشابكة إذ أن ما كسبه الإنسان كله خير فالله بيده الخير فلاشر منه أبدا.. ولكن ما يكتسبه الإنسان فقد يكون فيه الشر لقول الله سبحانه:

لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ البقرة.

وينبني على الفارق بين نوعي الغيب أمرا شديد الأهمية يغفل عنه كثيرين وهو أن ما كسبه الإنسان هو خير مطلق وأنه يجئ قدرا مسيرا لا يخير فيه الإنسان ولا يتدخل فيه مخلوق فهو حادث له لامحالة..

فيثور التساؤل مجددا: هل القدر إذا غيب مطلق ام غيب نسبي ينتقل بذاته مشهودا إلى علم الشهادة؟

والإجابة على ذلك هي أن القدر هو غيب نسبي لأنه من قبيل الوحي إلى الملائكة الكرام المكلفون بتنفيذه على الأرض.

بل ويتم التصحيح في الفهم بناء على ذلك إلى أن تلك العلوم التي تتعلق بقدر الإنسان (الأبراج وغيرها) ليست غيبا مطلقا بل هي غيب نسبي لأنها قدر من الله على البشر..

ويثور تساؤل هام جديد هو: هل علم القدر ومعرفته متاح للبشر أم لا؟

مع العلم أن القدر أمر غيبي نسبي قد أوحى به الله إلى رسله وملائكته؟

والإجابة على هذا السؤال الهام الضروري نجد الإجابة في القرآن الكريم فقد قال تعالى:

وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) سورة الذاريات.

وبهذا يأتي علم معرفة القدر وانواعه من رزق ووعد ووعيد.. كغيب نسبي بدلالة دعوة الله تعالى إلى الناس بالنظر واخبارهم بذلك بالإشارة إليه في الآية يكون أمرا مباحاً وليس محرماً ولا منكراً. 

ولقد ذكر الله تعالى أن علم القدر من رزق ووعد ووعيد ومعرفته تكمن في السماء الدنيا تتنزل علما ووحيا على الملائكة الرسل ومنهم إلى البشر المرسلون الذين يتم حمايتهم عبر رصد من شهب السماء..

ومع العلم بأن حركة الكواكب والنجوم والأفلاك في مداراتها ليست عشوائية بكل تأكيد بل هي مخططة قدرا يوم أن خلقت ومسيرة إلى قيام الساعة .. وبناء على كل ذلك يكون علم الأبراج الصحيح وحركات الاجرام في الفلك بهذا تكون وحيا مرئيا من الله تعالى إلى مخلوقاته العاقلة كالبشر و الملائكة الكرام المكلفون بتنفيذ أوامر الله في تنفيذ ترتيب قدره على الارض .

أما الجن والشياطين فهم مرجومون إن حاولوا الإطلاع بالسمع على علم ووحى الملائكة المبلغ إليهم بواسطة الروح لقول القرآن بلسان الجن:

وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8)وَأَنَّا  كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ ۖ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا (9)سورة الجن.

فذلك دليل يقيني أن علم الأبراج هو علم من أنزه العلوم وأشرفها التي لا نعلمها لأن الله تعالى قد أقسم بها في سورة البروج في قوله: وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1) 

وألحق بهذه الآية قسم آخر بقوله: واليوم الموعود.

فهذه دلالة إرتباط واضحة إذ هي وحي من الله إلى ملائكته في السماء الدنيا يقرأونه فيحاول الجنة الإستماع إليهم لمعرفة الغيب النسبي فيقذفون من كل جانب.

وذلك العلم لا يعلم بشر منه شئ إلا مجرد قشور وسطحيات.. 

وقد ذكر أنه لم يتمكن من نيل ذلك العلم إنسان إلا نبي الله إدريس عليه السلام وقد رفعه الله مكانا عليا بناء على علمه ذلك الذي تعلمه من قراءة الفلك والابراج وقد يكون ذلك الخبر صحيحاً والله تعالى أعلى وأعلم.

وهنا تثور مشكلة عويصة في أن علم الأبراج يستخدمه السحرة والمشعوذين في أعمالهم الشريرة ومن هنا يأتي تحريم البعض لذلك العلم من الأساس فهل يكون محرماً إجمالاً؟

 والبحث عن الرأي الصحيح في ذلك الأمر المشتبه فيه يكفي أن نضرب مثلاً ذلك المثل هو القرآن ذاته والكتب المنزلة سابقآ أيضاً إذ أنها تستخدم في تلك الأعمال الشريرة ولكن بطريقة سلبية ومهينة وفي ذلك دليل واضح على شرف وعلو ذلك العلم( الفلك والابراج) لا دنيته وإحتقاره.. وإلا كان كل علم من دراسة وتدبر للكتب السماوية محرما أيضاً وذلك لا يمكن أن يعتبره عاقل محرما.

وبناء على كل ذلك لا ينبغي تحريم علم الأبراج مطلقاً لأنه ليس غيبا مطلقا بل غيبا نسبياً يظل مشهودا في عالم الشهادة..

 ولو كان غيبا مطلقا محرم معرفته لم يكن متاحاً من الأصل معرفة أي شئ عنه جزئيا أو تفصيلاً لأنه من خصائص علم الله تعالى ومن غير الجائز إستطاعة التوصل إلى معلومات مستقبلية عنه وإلا كان معرفة علم الأرصاد والطقس محرما بذاته مثله كونه غيبا أيضاً.

أما علم قراءة الكف فهو من وجهة نظري هو آية من آيات الله في خلق جسم الإنسان وهو  مذكور في سورة الذاريات إلى جانب الآيات الأخرى إجمالاً في قوله تعالى :

وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21)

فهو علم ليس بعلم منكر بل هو من آيات الله تعالى في خلق جسد الإنسان ذو البصمات التي لا تتفق بين إثنين مطلقاً..

و هو علم نافع دعا الله تعالى إلى إبصاره بجانب إبصار الآيات الأخرى في جسم الانسان و لا يدركه إلا عالم كيس فطن والله تعالى أعلى وأعلم.

أما قراءة الفنجان فهي تأتي من باب التخييل الذهني وهذا التخييل ليس حقيقياً بل هو نوع من الإتصال بالجن وهذه الاستعانة محرمة تحريما مؤبد والله تعالى أعلى وأعلم.

أما قراءة اوراق التاروت و الكوتشينة فهي تعتبر من قبيل المصادفات لا أكثر ولا أقل والمصادفات هي قدر بذاتها فيها الصحيح والمفيد وفيها غير ذلك من ضلالات قد تكون من فعل ووحي الشياطين..

فلا ينبغي تحريمها كلية بل يجب التوقف في أمرها..

فعلم المصادفات هذا هو غيب نسبي في ذاته قد أسس له علماء منهجا علمياً فيزيائيا سموه قانون السلسلة ويكفيني قول الله تعالى فيه فيما لا نعلمه حتى الآن :

سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ.

والله تعالى أعلى وأعلم

 والحمد لله رب العالمين.

حسام الدين مصطفى عبيد- باحث في الشريعة الإسلامية.

الأربعاء، 11 يناير 2023

لماذا الهجوم على الشعراوي الآن؟!

إن الهجوم المثير للجدل على الشيخ الشعراوي حالياً رغم وفاته منذ حوالي عقدين ونصف بالتأكيد هو أمر يثير الاستغراب و الارتياب خاصة أنه يعتبر شخصية عامة كانت وليدة الإعلام المصري.. ذلك الإعلام الذي أعطى له شعبيته التي سطع بها في مجاله دون غيره!

فهل ذلك الهجوم هم مجرد زوبعة إعلامية للإلهاء العام.. أم أن الغرض منها قياس مدى أثرها على مختلف الطبقات الاجتماعية والأجيال الصاعدة لمعرفة الإتجاه الديني العام والسائد في المجتمع المدني الآن؟!

إن رأيي لن يعجب الأغلبية لكن الشيخ الشعراوي ليس نبياً ولا رسولاً لكي تقوم الدنيا أو لا تقوم على من لم يتفق معه ولا مع منهجه ..

ورغم أن آراءه و فتاويه الدينية ليست إلا تعبيراً عما وجده الناس من آراء مجتمعية متوارثة فقط.. آراء قد وجدت صداها في التراث الإسلامي المنقول..

 تلك الآراء والفتاوى تعد تكريسا لمنهج (هذا ما وجدنا عليه آباءنا) ذلك المنهج العنصري الضال الفاسد الذي هو منهج غير صحيح نهائيا أنكره الله تعالى عند الأقوام والأمم السابقة المتعدية على حق الله الخالص إعتداء في انفراده تعالى بالربوبية على الناس والتقديس الخالص له..

فإن الشيخ الشعراوي لم يكن عالماً مجدداً في الأمور الدينية ولا حتى مجتهداً في عرض كافة الآراء الفكرية المختلفة داخل التراث الإسلامي الذي كان ينقل منه ولا ينقيه..

فقد كان فاقداً لعنصر الأمانة العلمية في عرضه لتأويل آيات القرآن الكريم من مختلف الآراء الفقهية في كل مسألة أو قضية..

 بل يراه الكثير من منتقديه مجرد متعالم دنيوي يرسخ لفكر دنيوي لا ديني غرضه إرضاء الناس في مجتمعه الذي ينتسب إليه وليس عالم دين بالمعنى الحقيقي من زاوية العرض الموضوعي والأمانة العلمية.

ولا يجب علينا أن نتوقع حدوث تجديد للخطاب الديني ولا الفكر  الإسلامي بشكل عام حالياً ولا في المستقبل القريب وذلك بسبب خواء المجال الفكري الديني في مصر بالذات بسبب غلق الأزهرية المجال كفئة أيدولوجية متجمدة.. 

فهم منغلقين على أنفسهم ولا تسمح تلك الفئة ابدا بدخول متغير جديد عليهم ولا يقبلون أى فكر دخيل على ثوابتهم المتحجرة وكذلك إحتكارهم للخطاب والفكر الديني دون غيرهم وهذا لا يطلق عليه سوى اسم واحد فقط..

بلى إنها ( الكهانة) بكل ما تحمل تلك الكلمة من معنى.

فالدين علاقة تفاعلية بين الإنسان وربه وليس إرثاً يورث ولا فكرا محتكرا لفئة دون غيرها..

لذلك فإن الشيخ الشعراوي لم يكن في الحقيقة المجردة عالما حقيقيا بل كان متكلما بارعاً سطع نجمه ولم يأفل حتى الآن.

لكن السبب وراء ذلك هو الفراغ الديني الذي أكسبه تلك الصفات وذلك السطوع وليس علمه النافع..

إلا أن الحق المطلق ليس نجما يرى في ليل السماء بل في نهاره الساطع يرى على حقيقته حين تتميز الأشياء بضوء واضح كضوء الشمس لا بريق نجم بالتأكيد هو أفل في وقت ما.

وان نور الحق الساطع كضوء الفجر قادم ولن يأتيه حين يأفل  فيه ونور الحق هو كامن في كلمات الله التامة في القرآن العظيم..

 ولم يكن الشعراوي خادما للقرآن في تأويله له على خلاف الظاهر  بل هو في الحقيقة كان قد خدم الإتجاه الديني المجتمعي الرضائي وأكسب للتراث الإسلامي قدسية وركبها زوراً على القرآن تحريفا لمعانيه ولاحكامه ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم..

وهو أيضا كان قد خدم الفئة التي ينتسب إليها لا أكثر من ذلك تلك الفئة التي تأبى أن تكون على ضلال جاهلي موروث أو على فكر خاطئ هم و اباؤهم.

والحق أن هناك فارق ضئيل جداً بين التقدير للأشخاص والرموز الدينية وبين تقديسهم ذلك الفارق لايدركه الكثير من الناس جهلاً و ضلالا..

وان فعل التقديس ماهو إلا حالة من حالات العبادة وهي إما أن تكون عبادة لله على الحق وعلى الصراط المستقيم وإما أن تكون شركا محرماً على الباطل وهذا التقديس الضال للأسف يتوفر لدى كثير من الجهلاء من الدهماء في تعلقهم المتعدي إلى فعل تقديس شخص الشعراوي كولي لهم من دون الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

لذلك فإني أرى أنه لن يحن وقت أفول  ذلك النجم الإعلامي الزائف الذي ساعد ترك الناس هجرهم للقرآن وإتباع بريقه المخادع إلا بعودة الناس إلى تدبر كتاب الله لا إلى إتباع أقوال مفسريه.

لكم شوه هؤلاء المفسرون وعلماء الدنيوية المعنى الحقيقي لآيات القرآن وأحكامه وأضاعوا الحق واكتسبوا حب الناس واتباعهم بالباطل.

إنه نداء صادق عودوا إلى تدبر القرآن العظيم واعملوا عقولكم وسيلة لا غاية ولا تهجروا آياته ومعانيه بل اهجروا مايفرض عليكم من أشخاص زائفة و افكار ممنهجة لاتهدف إلى خير لكم ولا مصلحتكم أبدا.

اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد.


الخميس، 29 ديسمبر 2022

المسيح الدجال.. حقيقة أم وثنية؟

 المسيح الدجال قضية تضج بها الآذان ويؤمن بها للأسف كثير من الناس ولكن ما مدى صحة هذا الموضوع؟

من هو الدجال المزعوم في كتب التراث والتراثيين ؟

ملئت كتب التراث بأحاديث عن شخصية الدجال الذي يدعى الألوهية من دون الله وليس الأمر كله على هذا النحو فقط بل يؤيد بآيات خارقة.. تارة يقال أنها من فعل الدجال شخصياً وتارة يقال أن الله أيده بها!

 فيأمر السماء أن تمطر فتمطر ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت ويحيي ويميت وله جنة يدخل ذلك الدجال فيها من عبدوه ونار يدخل فيها من كفروا به وبألوهيته.

 قضية إيمانية خطيرة يتعرض لها جميع أهل الإسلام جيلا بعد جيل.. ألا وهي فرضية وجود كائن يسمى بالمسيح الدجال وهو حي يرزق على الاقل منذ عهد نوح عليه السلام كما تدعي تلك الأحاديث يخرج في آخر الزمان وقبل نهاية العالم يدعي الألوهية ويمتلك من الأدوات والمعجزات المادية المنظورة مايجعل أغلب الناس يصدقونه ويتبعونه و يجدون ذلك مأثورا في أصح الكتب التي يعتقد بها أهل الملة السنية وتلك الأحاديث المتواترة المزعومة لا تدل على شئ من حق إلا أنها دليل واضح جلي على تحريف أقوال النبي وثبوت الكذب الصريح والمدسوس في جميع كتب التراث..

وكما تسير الأحاديث المدعاة أن الناس سينقسمون على أمر الدجال الوهمي ذلك إلى صنفين مؤمنين بألوهية الدجال وصنف آخر يكذبونه لا لأنهم يؤمنون بالقرآن الذي لا يذكر فيه أية ترهة من تلك الترهات من شئ ولكن لأنهم يؤمنون فقط  بالأحاديث النبوية( المدسوسة) ولا يملكون حينها هؤلاء الضعفاء أمام قوة الدجال من أدوات للدفاع عن أنفسهم إلا اللجوء إلى مكة والمدينة اللتين لايستطيع دخولهما وهم في إنتظار مخلصهم السماوي حينها أى عندما يكتشف الله تعالى وجود إله آخر في ملكوته وأن الله يعجز أن يهلكه فيرسل إليه المسيح بن مريم فيهلكه هو ولكن رغم هلاكه ذلك ستظل فتنته قائمة ! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. 

من المؤكد أنه لايسمح عقل سليم بالإعتقاد بمثل هذه الأساطير الخرافية..  فماذا بقي إذا لله رب العالمين من علامات على ألوهيته إذا كان يوجد ند و مضاد له يخرج في ارضه وملكوته؟! 

مما لاشك فيه أن تلك الاحاديث المدعاة كذب على النبي محمد عليه الصلاة والسلام إبتدعها خصوم الإسلام في تلك الحقبة الزمنية القديمة( زمن كتابة الأحاديث) لتضليل أمة مؤمنة حقداً وكراهية.

فلا وجود لكائن خالد لم يمت يسمى بالمسيح الدجال ومن إعتقد بوجود ذلك الشئ ذو المواصفات المدعاة في كتب التراث من أنه يدعي الألوهية وهو يحيي ويميت وله جنة ونار وأنه يأمر السماء أن تمطر فتمطر ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت فقد كفر بالقرآن الذي أنزل على النبي محمد الذي جاء بالتوحيد الخالص وخرج عن تلك الملة إن كان بها أصلاً موحداً وجعل لله ندا إن كان مؤمنا بالله الواحد من الأساس.

إذا أردت أيها المسلم أن تصدق مثل هذه الأحداث الخرافية وأنها ستقع عين اليقين وأنها حادثة لا محالة فأجب اولا على هذا السؤال..

هل أنت تؤمن بوحدانية الله عن حق؟!

بالطبع ستكون إجابتك إجابة تلقائية بدون تفكير  وكأنك لا تعلم شيئا عما تؤمن وتعتقد إنها حقيقة مطلقة فقد ذكرها الرسول ونقلت إليك عن رجال ثقات.. فتنة حقيقية أوقعت نفسك فيها بتصديق الدجل والكذب على النبي فإن كنت لا تؤمن بوجود آلهة أخرى مع الله فكيف تصدق في الوقت ذاته بوجود المسيح الدجال بتلك المواصفات المدعى بها في كتب التراثيين كحقيقة مسلمة؟!

أإله مع الله؟

لا إله إلا الله بيده مقاليد السماوات والأرض لايعزب عنه مثقال ذرة ولايعجزه من شئ في ملكه ولا ملكوته..

فيا صاحب العقل كيف تجعل لله ندا بالإيمان بمثل هذه الأساطير والخرافات لمجرد صدورها عن الثقات الذين تؤمن بهم إيماناً أكبر من إيمانك بالله الواحد الأحد؟! 

 فإذا كنت تؤمن بالتواتر المنقول عن النبي محمد فإنك إذا قد وكلت غيرك في أمر دينك أو نصبت نفسك ربا من دون الله تحكم على هؤلاء الثقات بصلاح أمرهم طيلة حياتهم التى لاتعلم عنها شيئا وكأنك قد إطلعت على الغيب المطلق وعلمت كل شئ عنهم علم الإله العليم أو أنك أحسنت الظن تغفيلا بك أو إذعانا منك وسلب منك لحريتك بإرادتك وكأنك عبد لا لله بل لكل ماهو منقول في كتب التراث والتراثيين.

أيها المؤمن بالله لقد تم تغفيلك وحقن في أوردتك مايهدم دينك وعقيدتك عن قصد من أعداءك من قبل ولوثت أفكارك تلويثا مريرا من الصعب فصل ما قد لوثت به عن نفسك حتى صرت لا تستطيع عن يقين أن تفرق بين الحق والباطل..

عليك أيها الإنسان أن تراجع ما تعتقده قبل فوات الآوان فلا تحزن فما هي إلا بشارة خير لك أن تجد من ينبهك إلى ذلك فلا تتكبر أو تتناسى فعليك بإعمال عقلك ولو لمجرد دقائق معدودة.. اعمل عقلك بمنطق مجرد عن كل هوى وعن كل رغبة في نفسك إنها حقيقة أن تعمل عملا خالصا لنفسك المأسورة أسرا سلبيا إما للهوى و ما يتعلق به قلبك وإما لأناس ظننت مجرد ظن أنهم كانوا يصلحون في الأرض وهم على الصواب المطلق بمجرد الظن الذي لا يغني عن الحق شيئا.. فلا تظلم نفسك قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه الندم ولا الحسرة.

إعمل لنفسك فلن ينفعك غيرك من البشر في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم..

فإن قضايا الأيمان والإعتقادات لابد التفكير فيها و ألا تمر على العقل مرور الكرام فالعقل وسيلة ميز الله بها الإنسان لفهم الحق والسعي نحو الحقيقة ..

 الله الإله الواحد هو الحق المطلق فكيف تؤمن بغفلته وضعفه و بتعدد الآلهة في هذا الكون الذي هو ملكه وملكوته  وهو خالقه الأوحد أيعقل أن الله ذلك الإله العظيم يصنع إلها آخر كالدجال المزعوم يعطيه المعجزات ومن ثم يكفر به وينسب ملكوت الله إلى نفسه!

أي إله حينئذ سيكون هو الحق وربك الله إلهك الواحد هو المهيمن؟

هل سيكون الله عز وجل حينها إلها يستحق العبادة؟

وفي إشكالية آيات إحياء الموتى من قبل المسيح فإن الآيات  التي أرسل بها النبيون سابقآ كآيات المسيح عيسى بن مريم عليه السلام لا تدل من جميع النواحي ولاتعطي أية دلالة على إحتمالية وجود مثل ذلك الدجال المزعوم بآيات مماثلة .. فالفارق كبير بين آيات تؤيد نبوة المسيح الذي يؤمن بالله وحده ولم يدعي الألوهية وبين ما يزعم من خوارق للدجال مدعي الألوهية ذلك  لأنها قضية تتعلق بالأساس بموضوع وحدانية الله الحق المعبود.

فإذا أصررت على وجود الدجال بتلك المواصفات المدعاة فإن الله غنى عن الضالين وعن الوثنيين الذين يدعون آلهة أخرى إلى جانب الله والله هو الغني عن العالمين.

(وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) ٦٥ سورة ص.

(الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ ۖ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ) ٢٢ سورة البقرة 

والحمدلله رب العالمين.

السبت، 17 ديسمبر 2022

ماذا يخبئ لنا القرآن العظيم من التطور التكنولوجي في المستقبل!


    إن التطور التكنولوجي المعاصر الذي تعيشه الإنسانية  حالياً لم يكن غريباً عن آيات القرآن الكريم بل ذكره الله في أكثر من موضع في كتابه ومنها قوله تعالى:-
     وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33) سورة الزخرف .
    لقد وصف الله تعالى في هذه الآية الكريمة حالة الإنسانية في هذا الزمن بأن الناس جميعاً في علاقاتهم أمة واحدة ولكن أكثرهم يكفرون بربهم الرحمن عز وجل ورغم ذلك فقد جعل الله لهم لبيوتهم أي مساكنهم سقفاً من فضة و كلمة سقف لا تعني السقف الذي يعلو جدارين أو اكثر بالمعنى الدارج أو المفهوم السائد ولكنها تعني كل ما يعلو عن سطح الأرض من جدر خارجية وحوائط فيكون بها من الزخارف المبهجة لون كلون الفضة البراقة وليس المقصود معدن الفضة بالخصوصية الفيزيائية بل كل مادة أو معدن لها نفس اللون، ثم ذكر الله تعالى المصاعد الكهربائية في تلك المساكن بقوله (و معارج عليها يظهرون ) وأيضاً ذكر سبحانه أبرز ما تشاهده الأعين من تلك الحضارة الإنسانية من أبواب مزخرفة و سرر حيث هم في مجالسهم وحيث يرقد ساكنيها في نومهم .. ثم عقب الحق العزيز بقوله الحكيم : 
    وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ.الزخرف
    فيذكرنا الله سبحانه أن جميع تلك التكنولوجيا المتطورة والرفاهية التي يتمتع بها الناس أنها من متاع الحياة الدنيا وأنها لا تكاد تساوي شيئا فى نعيم الجنة والدار الآخرة ويؤكد ذلك قوله تعالى:
    إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24) سورة يونس
    فسبحان الله الذي لا تغيب عنه غائبة في السموات و لا في الأرض ولا يغيب عنه ماض ولا حاضر ولا مستقبل 

    الحاضر والمستقبل التكنولوجي: 
    ولا تزال التكنولوجيا الممنوحة البشرية رغم تطورها الكبير في أطوارها الأولى وأبرز ما يمكن أن يستدل عليه من ذلك تلك المسألة المكتشفة مؤخراً ( الإندماج النووى) التى كانت بغية العلماء طوال عقود من الزمن والتوصل إلى إحداثها ذلك الذي يعني بداية عصر تكنولوجي جديد بجميع المعايير المتوقعة..
     وكنت قد توقعت شخصيا أنه في حالة حدوث حرب عالمية ثالثة  ستظهر تلك الأبحاث على السطح وستظهر أسلحة حربية مختلفة تفوق السلاح النووي الإنشطاري التقليدي وبالفعل بدأ أن يحدث ذلك وستتطور التكنولوجيا تطورا يفوق الخيال.. يفوق الخيال بكل ما تحمل الكلمة من معنى. 
    وفي حالة عدم حدوث حرب مدمرة أو حدوثها على نطاق ضيق في عدة أمكنة على زمن طويل  فإني اتوقع أيضاً أن ملامح الحياة على وجه الأرض ستتغير  تغيرا كليا بتغير النظام العالمى في السنوات القليلة القادمة حيث سيكون الخيال العلمي الذي كان يشاهد في الأفلام و يقرأ في الروايات واقعاً مصدقا يعاش و نحيا فيه حياة جديدة إن أذن الله بذلك ..
    بل ستتغير الحياة الإنسانية كاملة إلى خارج سطح الكوكب بأكمله حيث سيكون القمر رفيقاً معمورا للأرض يسكنه البشر ويساقون إليه ومنه بوسيلة ركوب خارقة ولقد أخبرنا الحق سبحانه وتعالى بذلك في كتابه العزيز وسمى القرآن تلك الوسيلة بالأطباق وأخبرنا بذلك الحال في المستقبل الله عز وجل في قرآنه المعجز العظيم في سورة الإنشقاق في قوله:
    (وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (18)لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ (19)فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (20)وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ ۩ (21)
    وصدق الله تعالى في قرآنه المخبر عن تسخير كل شىء في الكون للإنسانية في قوله:
    (وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (13) الجاثية.
    فقط دعونا ننتظر نحن والأجيال القادمة لكى نبصر ونرى ما سيحدث وما تخبئه لنا السنوات المقبلة للإنسانية جمعاء من تطور تكنولوجي مذهل ورهيب. 
    وقد صدق نيقولا تسلا العالم المشهور منذ قرابة مئة عام في مقولته حينما قال:
     ستعيشون لتروا أشياء مرعبة من صنع البشر لا تقدر عقولكم على استيعابها. وبالفعل بدأ يحدث ما توقعه تسلا . تمت 
    حسام الدين مصطفى عبيد ( باحث في الشريعة الإسلامية).

مسكن الزوجية لمن يكون المطلق أم المطلقة ؟الإجابة من القرآن الكريم.

 مقدمة: لطالما كثرت المشكلات القانونية المترتبة على الطلاق بين الازواج المسلمين ولطالما كثرت أيضاً المقترحات ومشاريع قوانين الأحوال الشخصية في بلداننا ولكنها دائما وابدا لا تأتي بثمارها المرجوة و المنتظرة ودليل على ذلك عدم وجود ثبات تشريعي في جميع القوانين حتى في أهم المسائل القانونية كمسائل الأحوال الشخصية ..
 وإذا بحثنا عن السبب وراء ذلك لوجدنا أن الخطأ يكمن عند واضعي تلك المقترحات والقوانين في مفهومهم للشريعة الإسلامية ..
ما هي الشريعة الإسلامية؟ هل هي كتب التراث والتفسير واقوال العلماء والمذاهب الفقهية القديمة؟
كلا... إنها ليست كذلك الشريعة المقصودة ، بل إن الشريعة الإسلامية المعنية مصدرها الرئيسي هو القرآن العظيم الذي يعلو ولا يعلى عليه وهو الدليل الشرعي الاول الذي يهيمن على باقي الأدلة الأخرى إن وجدت ويحتج عليها به في أية مسألة كانت. 
فإذا لم نستخلص أحكام القانون واجبة التطبيق من القرآن الكريم فاعلموا أن ذلك يكون بسبب الخطأ الفادح في فهم آيات القرآن وكلماته وبسبب ذلك تتعرض المرأة والمجتمع المدني في ظل تلك المذاهب التراثية المجحفة والفتاوى المتجلطة والأفكار الظلامية المتجمدة التي تسيطر على العقول المتزمتة لمن ينتسبون إلى الدين فيسيئون إليهن وإلى المجتمع ويفسدون وهم يظنون أنهم يصلحون .. 
فلا هم يريدون تجديدا حقيقياً للفكر الديني ولا حتى تجديدا لخطابهم العقيم في ظل أشد الحالات المجتمعية إنهيارا كما هو حادث في واقعنا الأليم . 
و في ظل تردي الأوضاع الإجتماعية والأخلاقية في مجتمعاتنا فإنهم هم المسؤولون مسؤلية كلية عن ذلك الإنهيار والتردي.
فلو أردنا أن نعلم أي حكم تحكم به الأسرة الإسلامية فانظروا نظرة إيمانية بصدق ويقين إلى آيات الله وكلماته... نظرة موضوعية مجردة إلى آيات القرآن الكريم التي ذكر الله فيها كل شئ حتى أقل شئ يذكر كأحكام الرضاعة..
 فمن الممكن أن نستخلص كافة الأحكام المطلوبة قانونا من لغة القرآن وأسلوبه وحكمته الخالصة في عرض القضايا التى تخص الأسرة وأحوالها.
 ومنها على سبيل المثال والعرض قضية كقضية الطلاق.
النص القرآني: قال الله تعالى:-
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ ۖ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا )(1)سورة الطلاق
أحكام شرعية مستفادة من تلك الآية غير المعمول بها في واقع مجتمعاتنا بسبب التفسير الذكوري للقرآن ذلك التفسير الذي يلغي الكثير من أحكام الله ويحرفها و يفرغها من مضمونها..
فلو اتبع الناس حكمة تلك الآية الكريمة وعملوا بها لما كان الفساد حادث في مجتمع أيا كان هذا المجتمع..
 هذه الأحكام الشرعية سوف تحل جميع المشكلات المتعلقة بالمرأة المطلقة الناتجة عن الطلاق حال تطبيقها في الواقع..
ومن تلك الأحكام ما يتعلق بمسكن الزوجية والحقوق المترتبة عليه..
 وتفصيل الإقتراح القانوني المستخلص من هذه الآية الكريمة كالتالي:
- ينتقل حقي حيازة و استعمال مسكن الزوجية إلى الزوجة بمجرد إبرام عقد الزواج النهائي ولا تنتقل إليها حقوق الملكية كاملة باستغلال العين بالتصرف فيها سواء بالبيع أو الإيجار أو الرهن ذلك لأن الغرض منها فقط هو السكن الشخصي للزوجة.
الدليل على ذلك قول الله تعالى : لا تخرجوهن من بيوتهن ... فنسب الله تعالى مسكن الزوجية إلى الزوجة وليس إلى الزوج في حكمة ربانية عظيمة لا ينبغي أن تمر علينا مرور الكرام بل إن لها صدى تشريعي عظيم.
أحكام أخرى مترتبة على ماسبق : 
- لا تخضع العين بذلك لسداد ديون الزوج لان سكن زوجته يعتبر دينا عليه لها والزوجة لها حق الامتياز الكامل على تلك العين فتنتقل إليها ملكية العين في هذه الحالة فقط.
 ذلك إن لم يثبت الدائنون ملكية الزوجة لعين عقارية أخرى ..
- في حالة وقوع الطلاق بينهما سواء كان طلاقاً من جانب الزوج أو كان طلاقاً قضائيا يستمر حقي الحيازة والاستعمال السابق ذكرهما للمطلقة سواء كانت حاضنة أو غير حاضنة.
- لا يشترط مرور مدة معينة للزواج لتطبيق ذلك الحكم الشرعي.
- يلتزم الزوج او المطلق بتوفير مسكن خاص مؤجر لزوجته أو لمطلقته سواء كانت حاضنة أم غير حاضنة وذلك حسب الأحوال بناء على ضعف قدرته المالية أو لضيق ذات اليد وينبغي أن ينظر في ذلك قاضي الموضوع.
ويستثنى من ذلك حالتين هما:
1- حالة إثبات ملكية المطلقة أو حيازتها لعين عقارية أخرى.
2- حالة إثبات إتيانها فاحشة مبينة صادرة ضدها بموجب حكم قضائي نهائي كما قال الله تعالى( إلا أن يأتين بفاحشة مبينة).
 وفي تلك الحالة تفقد الزوجة أو المطلقة حيازتها للعين وتعود ملكيتها إلى الزوج المطلق كما تفقد حقها في توفير مسكن خاص مؤجر لها في حالة عسر الزوج.
-في حالة وجود ديون على الزوج تفقد المطلقة ملكيتها للعين حال ارتكابها فاحشة مبينة صادرة ضدها بموجب حكم قضائي نهائي وتعود ملكيتها إلى الزوج المطلق لسداد ديونه.
-لا يطبق انتقال حقي الحيازة والاستعمال لمسكن الزوجية في حالتي الطلاق على الإبراء أو الخلع افتداء ولكن يستمر الالتزام بتوفير مسكن خاص مؤجر لها أيا كانت الظروف المادية للزوج في حالتي الطلاق على الإبراء أو الخلع افتداء وذلك من المفترض أن يتم بقوة القانون.
-لا يؤثر وجود بند في عقد الزواج ينص على وجود اتفاق يقضي بعكس ذلك لأنه من المفترض أن تخضع جميع أحكام الأحوال الشخصية لقواعد القانون العام.
والدليل على ذلك الآية الكريمة
(وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ ۖ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا)
وفي ذلك رحمة من الله تعالى وحكمة عظيمة حيث لا ينبغي في مجتمع عاقل أن تبيت امرأة في قارعة الطريق بسبب تخلي زوجها عنها ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
هذا ماقد إستنتجته وتم استنباطه من أحكام أولية وثانوية وأحكام تبعية للحكم الأصلي للآية الكريمة ..
والله تعالى أعلى وأعلم.
حسام الدين مصطفى عبيد ( باحث في الشريعة الإسلامية)

الخميس، 15 ديسمبر 2022

هل الخطوبة ضرورية أم لا؟ القرآن يجيب.

أحكام خطبة النساء من القرآن الكريم 

مقدمة: إستدلالا بآيات من القرآن العظيم و مؤيدة بوجهة نظر ذات رأي شخصي تعتمد هذه المدونة كليا بالسعي إلى الوصول إلى الحقيقة المجردة و  إلى المعنى القرآني الكامل المراد في آياته والتفريق بين الحق والباطل لغرض الهداية إلى التأويل والتفسير الأقرب إلى الصواب والصحة ومس الغاية النهائية للنص الإلهي في القرآن الكريم مستعينا بكافة الوسائل العقلية الموضوعية والمنطقية

 لذلك ليس منطقياً أن يذكر الله أحكاماً عن خطبة النساء و يغفل عنها المفسرون القدماء والمحدثين عمداً بتبعيتهم المطلقة لهم و تعلقهم بتلك التفسيرات التراثية المغلوطة التي لايريدون أن يحيدوا عنها بفكر متجمد و متحجر لذا كان من الطبيعي أن أذكر هذا التفسير الجديد إيماناً مني بأن القرآن العظيم كتاب هداية شامل كامل جامع مانع لا يفوته موضوع ولا قضية أبداً خاصة إذا كانت تلك القضية هامة كقضية خطبة النساء.

النص القرآني: (وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ ۚ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَٰكِن لَّا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَن تَقُولُوا قَوْلًا مَّعْرُوفًا ۚ وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (235)البقرة

لاتنفك التفسيرات القديمة من كتب التفسير والتراث في محاولة باهتة لتفسير تلك الآيات من سورة البقرة وحجب مراد الله وتحريف أحكامه أن ترجع تفسيرها إلى حديث مضحك   منقول عن عائشة بنت أبي بكر تفسر معنى تلك الآيات وفيما نزلت وبالطبع لا يخفى على باحث عن الحقيقة في كتب التفاسير أن جميع الأحاديث المنقولة عن عائشة بنت أبي بكر في تفسير آيات الله في القرآن هى أحاديث موضوعة يخجل عاقل أن يعتبرها دينا.

أولاً: المعاني اللغوية:-

عرضتم أي صرحتم و أعلنتم بدليل قول الله تعالى في نفس الآية (أو أكننتم في أنفسكم) وهذا ما يستفاد من حرف الجر أو.. 

وليس كما يشاع في التفاسير التراثية أن عرضتم تأتي بنفس معنى أكننتم.

الأحكام المستسقاة من الآية ٢٣٥ من سورة البقرة

١-خطبة النساء هي الدرجة الأولى من إتمام عقدة النكاح بالزواج وهي خطوة ضرورية لابد منها لكي تحفظ حقوق المرأة.

٢-قد تكون الخطبة بالتصريح والاعلان أو سراً بدون إفشاء وهذا دليل على جواز أن يكون الزواج بدون إشهار.. 

وليس كما يشاع أن الاشهار شرط من شروط إتمام الزواج

(علم الله أنكم ستذكرونهن) وهذا يحدث في الغالب الأعم أن يخاطب الخاطب خطيبته في حديث أو مقابلة بينهما ترتيبا لإتمام أمور الزواج بينهما فيذكرها في نفسه.

(ولكن لا تواعدوهن سراً إلا أن تقولوا قولاً معروفاً)

هذا نهي من الله تعالى عن عدم المواعدة أي اللقاء الجنسي بين الخطيبين حتى تتم عقدة النكاح النهائي.

( ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله)

هذا أمر من الله تعالى بعدم إتمام الزواج باللقاء الجنسي بين الخطيبين إلا من بعد بلوغ مدة العقد الأول المحدد به تأريخ الزواج

وفي هذا دليل واضح على أن الزواج الشرعي كما حدده الله تعالى يتم على مرحلتين لابد منهما :-

الأولى: عقد الخطبة

وهذا عقد اقتران بين خطيبين لا يتم به الزواج ولا الدخول ولا الخلوة الشرعية ولابد أن يكون محدد المدة في بنوده وهذا العقد لابد أن يكون مكتوباً بدليل قول الله تعالى( حتى يبلغ الكتاب أجله) فهو شرط شرعي لإتمام الزواج وأمر من أوامر الله في تشريع أحكام الزواج التي شرعها سبحانه وتعالى فتحفظ للمخطوبة حقوقها ولاتكون الخطبة مجرد كلام عابر فتتعلق المرأة برجل ثم يسئ إليها نفسياً وسلوكيا واجتماعيا بتركها فتتأثر بذلك أشد تأثير ودليل ذلك قول الله تعالى (واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه)

 وتلك هي الحكمة من تشريع الله تعالى لعقد الخطبة و قد لا يصح بدون عقد الخطبة زواج شرعي كما أمر الله تعالى.

الثاني: عقد النكاح

وهو عقد إتمام الزواج به يقف كلا الطرفين على جميع ما قد اتفقوا عليه من بنود للزواج وبه يتم الدخول والخلوة الشرعية وهذا العقد كسابقه شرط لإتمام الزواج.

والله تعالى أعلى وأعلم.

أحكام فسخ الخطبة بالطلاق من جانب المطلق:-

لَّا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً ۚ وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ ۖ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ (236) وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ ۚ وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۚ وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (237)

الأحكام المستسقاة من الآيتين التاليتين ٢٣٦ و٢٣٧ من سورة البقرة تتحدث عن فسخ الخطبة

هاتين الآيتين الكريمتين تتحدثان عن فترة الخطبة بدليل قول الله تعالى

( أو يعفوا الذي بيده عقدة النكاح) وفي هذا دليل على عدم إتمام عقد النكاح فلا يكون ذلك منطقياً إلا أثناء سريان مدة عقد الخطبة فعلياً.

ويستفاد من ذلك:-

أولا: أن الطلاق لفظ يراد به التفريق بين زوجين سواء كان قبل الدخول او بعده وسواء كان عقد خطبة أو عقد نكاح فعلي.

ثانيا: أنه يجوز في شروط عقد الخطبة أن ينص في بنوده على فريضة ( مهر أو أجر) وقد يؤجل النص على ذلك إلى عقد النكاح النهائي.

ثالثا: يستفاد أيضاً أنه في حالة فسخ عقد الخطبة بالطلاق فإن الله فرض على المطلق الفاسخ أن يدفع مقابل مادي أسماه القرآن متاع يحدد قيمته القاضي بحسب وسع أو قتر الخطيب الفاسخ اي القدرة المادية له.

رابعاً: في حالة فسخ عقد الخطبة من قبل الخاطب بالطلاق وقد نص في بنود عقد الخطبة على فريضة(مهر أو أجر) فللمفسوخ عقد خطبتها بالطلاق نصف ذلك المبلغ شرعا وحكما من الله تعالى إلا أن تعفوا صاحبة الحق وتتنازل عن ذلك المبلغ أو يتنازل وليها الذي بيده عقدة النكاح ففي كلا الحالتين يصح العفو والتنازل عن نصف المبلغ.

خامساً: يشترط لإتمام عقد النكاح النهائي وجود ولي للزوجة الذي بيده عقدة النكاح وهو أقرب الذكور إليها من أهلها وان لم يوجد فوليها هو الحاكم أو من ينوب عنه حفظا لحقوق المرأة.

سادساً: لا يعقد عقد نكاح صحيح بدون وجود ولي للمرأة كما تبين الآية الكريمة.

هذا هو مجمل الرأي المختصر لدي في أحكام الخطبة والله تعالى أعلى وأعلم.

حسام الدين مصطفى عبيد ( باحث في الشريعة الإسلامية)



حقيقة التاروت وقراءة الفنجان وعلم الابراج وقراءة الكف من القرآن الكريم.

                     بسم الله الرحمن الرحيم الغيب المطلق والغيب النسبي في القرآن الكريم من المعلوم أن معرفة الغيب المطلق قد انفرد بعلمه الخا...