الخميس، 29 ديسمبر 2022

المسيح الدجال.. حقيقة أم وثنية؟

 المسيح الدجال قضية تضج بها الآذان ويؤمن بها للأسف كثير من الناس ولكن ما مدى صحة هذا الموضوع؟

من هو الدجال المزعوم في كتب التراث والتراثيين ؟

ملئت كتب التراث بأحاديث عن شخصية الدجال الذي يدعى الألوهية من دون الله وليس الأمر كله على هذا النحو فقط بل يؤيد بآيات خارقة.. تارة يقال أنها من فعل الدجال شخصياً وتارة يقال أن الله أيده بها!

 فيأمر السماء أن تمطر فتمطر ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت ويحيي ويميت وله جنة يدخل ذلك الدجال فيها من عبدوه ونار يدخل فيها من كفروا به وبألوهيته.

 قضية إيمانية خطيرة يتعرض لها جميع أهل الإسلام جيلا بعد جيل.. ألا وهي فرضية وجود كائن يسمى بالمسيح الدجال وهو حي يرزق على الاقل منذ عهد نوح عليه السلام كما تدعي تلك الأحاديث يخرج في آخر الزمان وقبل نهاية العالم يدعي الألوهية ويمتلك من الأدوات والمعجزات المادية المنظورة مايجعل أغلب الناس يصدقونه ويتبعونه و يجدون ذلك مأثورا في أصح الكتب التي يعتقد بها أهل الملة السنية وتلك الأحاديث المتواترة المزعومة لا تدل على شئ من حق إلا أنها دليل واضح جلي على تحريف أقوال النبي وثبوت الكذب الصريح والمدسوس في جميع كتب التراث..

وكما تسير الأحاديث المدعاة أن الناس سينقسمون على أمر الدجال الوهمي ذلك إلى صنفين مؤمنين بألوهية الدجال وصنف آخر يكذبونه لا لأنهم يؤمنون بالقرآن الذي لا يذكر فيه أية ترهة من تلك الترهات من شئ ولكن لأنهم يؤمنون فقط  بالأحاديث النبوية( المدسوسة) ولا يملكون حينها هؤلاء الضعفاء أمام قوة الدجال من أدوات للدفاع عن أنفسهم إلا اللجوء إلى مكة والمدينة اللتين لايستطيع دخولهما وهم في إنتظار مخلصهم السماوي حينها أى عندما يكتشف الله تعالى وجود إله آخر في ملكوته وأن الله يعجز أن يهلكه فيرسل إليه المسيح بن مريم فيهلكه هو ولكن رغم هلاكه ذلك ستظل فتنته قائمة ! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. 

من المؤكد أنه لايسمح عقل سليم بالإعتقاد بمثل هذه الأساطير الخرافية..  فماذا بقي إذا لله رب العالمين من علامات على ألوهيته إذا كان يوجد ند و مضاد له يخرج في ارضه وملكوته؟! 

مما لاشك فيه أن تلك الاحاديث المدعاة كذب على النبي محمد عليه الصلاة والسلام إبتدعها خصوم الإسلام في تلك الحقبة الزمنية القديمة( زمن كتابة الأحاديث) لتضليل أمة مؤمنة حقداً وكراهية.

فلا وجود لكائن خالد لم يمت يسمى بالمسيح الدجال ومن إعتقد بوجود ذلك الشئ ذو المواصفات المدعاة في كتب التراث من أنه يدعي الألوهية وهو يحيي ويميت وله جنة ونار وأنه يأمر السماء أن تمطر فتمطر ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت فقد كفر بالقرآن الذي أنزل على النبي محمد الذي جاء بالتوحيد الخالص وخرج عن تلك الملة إن كان بها أصلاً موحداً وجعل لله ندا إن كان مؤمنا بالله الواحد من الأساس.

إذا أردت أيها المسلم أن تصدق مثل هذه الأحداث الخرافية وأنها ستقع عين اليقين وأنها حادثة لا محالة فأجب اولا على هذا السؤال..

هل أنت تؤمن بوحدانية الله عن حق؟!

بالطبع ستكون إجابتك إجابة تلقائية بدون تفكير  وكأنك لا تعلم شيئا عما تؤمن وتعتقد إنها حقيقة مطلقة فقد ذكرها الرسول ونقلت إليك عن رجال ثقات.. فتنة حقيقية أوقعت نفسك فيها بتصديق الدجل والكذب على النبي فإن كنت لا تؤمن بوجود آلهة أخرى مع الله فكيف تصدق في الوقت ذاته بوجود المسيح الدجال بتلك المواصفات المدعى بها في كتب التراثيين كحقيقة مسلمة؟!

أإله مع الله؟

لا إله إلا الله بيده مقاليد السماوات والأرض لايعزب عنه مثقال ذرة ولايعجزه من شئ في ملكه ولا ملكوته..

فيا صاحب العقل كيف تجعل لله ندا بالإيمان بمثل هذه الأساطير والخرافات لمجرد صدورها عن الثقات الذين تؤمن بهم إيماناً أكبر من إيمانك بالله الواحد الأحد؟! 

 فإذا كنت تؤمن بالتواتر المنقول عن النبي محمد فإنك إذا قد وكلت غيرك في أمر دينك أو نصبت نفسك ربا من دون الله تحكم على هؤلاء الثقات بصلاح أمرهم طيلة حياتهم التى لاتعلم عنها شيئا وكأنك قد إطلعت على الغيب المطلق وعلمت كل شئ عنهم علم الإله العليم أو أنك أحسنت الظن تغفيلا بك أو إذعانا منك وسلب منك لحريتك بإرادتك وكأنك عبد لا لله بل لكل ماهو منقول في كتب التراث والتراثيين.

أيها المؤمن بالله لقد تم تغفيلك وحقن في أوردتك مايهدم دينك وعقيدتك عن قصد من أعداءك من قبل ولوثت أفكارك تلويثا مريرا من الصعب فصل ما قد لوثت به عن نفسك حتى صرت لا تستطيع عن يقين أن تفرق بين الحق والباطل..

عليك أيها الإنسان أن تراجع ما تعتقده قبل فوات الآوان فلا تحزن فما هي إلا بشارة خير لك أن تجد من ينبهك إلى ذلك فلا تتكبر أو تتناسى فعليك بإعمال عقلك ولو لمجرد دقائق معدودة.. اعمل عقلك بمنطق مجرد عن كل هوى وعن كل رغبة في نفسك إنها حقيقة أن تعمل عملا خالصا لنفسك المأسورة أسرا سلبيا إما للهوى و ما يتعلق به قلبك وإما لأناس ظننت مجرد ظن أنهم كانوا يصلحون في الأرض وهم على الصواب المطلق بمجرد الظن الذي لا يغني عن الحق شيئا.. فلا تظلم نفسك قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه الندم ولا الحسرة.

إعمل لنفسك فلن ينفعك غيرك من البشر في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم..

فإن قضايا الأيمان والإعتقادات لابد التفكير فيها و ألا تمر على العقل مرور الكرام فالعقل وسيلة ميز الله بها الإنسان لفهم الحق والسعي نحو الحقيقة ..

 الله الإله الواحد هو الحق المطلق فكيف تؤمن بغفلته وضعفه و بتعدد الآلهة في هذا الكون الذي هو ملكه وملكوته  وهو خالقه الأوحد أيعقل أن الله ذلك الإله العظيم يصنع إلها آخر كالدجال المزعوم يعطيه المعجزات ومن ثم يكفر به وينسب ملكوت الله إلى نفسه!

أي إله حينئذ سيكون هو الحق وربك الله إلهك الواحد هو المهيمن؟

هل سيكون الله عز وجل حينها إلها يستحق العبادة؟

وفي إشكالية آيات إحياء الموتى من قبل المسيح فإن الآيات  التي أرسل بها النبيون سابقآ كآيات المسيح عيسى بن مريم عليه السلام لا تدل من جميع النواحي ولاتعطي أية دلالة على إحتمالية وجود مثل ذلك الدجال المزعوم بآيات مماثلة .. فالفارق كبير بين آيات تؤيد نبوة المسيح الذي يؤمن بالله وحده ولم يدعي الألوهية وبين ما يزعم من خوارق للدجال مدعي الألوهية ذلك  لأنها قضية تتعلق بالأساس بموضوع وحدانية الله الحق المعبود.

فإذا أصررت على وجود الدجال بتلك المواصفات المدعاة فإن الله غنى عن الضالين وعن الوثنيين الذين يدعون آلهة أخرى إلى جانب الله والله هو الغني عن العالمين.

(وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) ٦٥ سورة ص.

(الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ ۖ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ) ٢٢ سورة البقرة 

والحمدلله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حقيقة التاروت وقراءة الفنجان وعلم الابراج وقراءة الكف من القرآن الكريم.

                     بسم الله الرحمن الرحيم الغيب المطلق والغيب النسبي في القرآن الكريم من المعلوم أن معرفة الغيب المطلق قد انفرد بعلمه الخا...