الأربعاء، 11 يناير 2023

لماذا الهجوم على الشعراوي الآن؟!

إن الهجوم المثير للجدل على الشيخ الشعراوي حالياً رغم وفاته منذ حوالي عقدين ونصف بالتأكيد هو أمر يثير الاستغراب و الارتياب خاصة أنه يعتبر شخصية عامة كانت وليدة الإعلام المصري.. ذلك الإعلام الذي أعطى له شعبيته التي سطع بها في مجاله دون غيره!

فهل ذلك الهجوم هم مجرد زوبعة إعلامية للإلهاء العام.. أم أن الغرض منها قياس مدى أثرها على مختلف الطبقات الاجتماعية والأجيال الصاعدة لمعرفة الإتجاه الديني العام والسائد في المجتمع المدني الآن؟!

إن رأيي لن يعجب الأغلبية لكن الشيخ الشعراوي ليس نبياً ولا رسولاً لكي تقوم الدنيا أو لا تقوم على من لم يتفق معه ولا مع منهجه ..

ورغم أن آراءه و فتاويه الدينية ليست إلا تعبيراً عما وجده الناس من آراء مجتمعية متوارثة فقط.. آراء قد وجدت صداها في التراث الإسلامي المنقول..

 تلك الآراء والفتاوى تعد تكريسا لمنهج (هذا ما وجدنا عليه آباءنا) ذلك المنهج العنصري الضال الفاسد الذي هو منهج غير صحيح نهائيا أنكره الله تعالى عند الأقوام والأمم السابقة المتعدية على حق الله الخالص إعتداء في انفراده تعالى بالربوبية على الناس والتقديس الخالص له..

فإن الشيخ الشعراوي لم يكن عالماً مجدداً في الأمور الدينية ولا حتى مجتهداً في عرض كافة الآراء الفكرية المختلفة داخل التراث الإسلامي الذي كان ينقل منه ولا ينقيه..

فقد كان فاقداً لعنصر الأمانة العلمية في عرضه لتأويل آيات القرآن الكريم من مختلف الآراء الفقهية في كل مسألة أو قضية..

 بل يراه الكثير من منتقديه مجرد متعالم دنيوي يرسخ لفكر دنيوي لا ديني غرضه إرضاء الناس في مجتمعه الذي ينتسب إليه وليس عالم دين بالمعنى الحقيقي من زاوية العرض الموضوعي والأمانة العلمية.

ولا يجب علينا أن نتوقع حدوث تجديد للخطاب الديني ولا الفكر  الإسلامي بشكل عام حالياً ولا في المستقبل القريب وذلك بسبب خواء المجال الفكري الديني في مصر بالذات بسبب غلق الأزهرية المجال كفئة أيدولوجية متجمدة.. 

فهم منغلقين على أنفسهم ولا تسمح تلك الفئة ابدا بدخول متغير جديد عليهم ولا يقبلون أى فكر دخيل على ثوابتهم المتحجرة وكذلك إحتكارهم للخطاب والفكر الديني دون غيرهم وهذا لا يطلق عليه سوى اسم واحد فقط..

بلى إنها ( الكهانة) بكل ما تحمل تلك الكلمة من معنى.

فالدين علاقة تفاعلية بين الإنسان وربه وليس إرثاً يورث ولا فكرا محتكرا لفئة دون غيرها..

لذلك فإن الشيخ الشعراوي لم يكن في الحقيقة المجردة عالما حقيقيا بل كان متكلما بارعاً سطع نجمه ولم يأفل حتى الآن.

لكن السبب وراء ذلك هو الفراغ الديني الذي أكسبه تلك الصفات وذلك السطوع وليس علمه النافع..

إلا أن الحق المطلق ليس نجما يرى في ليل السماء بل في نهاره الساطع يرى على حقيقته حين تتميز الأشياء بضوء واضح كضوء الشمس لا بريق نجم بالتأكيد هو أفل في وقت ما.

وان نور الحق الساطع كضوء الفجر قادم ولن يأتيه حين يأفل  فيه ونور الحق هو كامن في كلمات الله التامة في القرآن العظيم..

 ولم يكن الشعراوي خادما للقرآن في تأويله له على خلاف الظاهر  بل هو في الحقيقة كان قد خدم الإتجاه الديني المجتمعي الرضائي وأكسب للتراث الإسلامي قدسية وركبها زوراً على القرآن تحريفا لمعانيه ولاحكامه ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم..

وهو أيضا كان قد خدم الفئة التي ينتسب إليها لا أكثر من ذلك تلك الفئة التي تأبى أن تكون على ضلال جاهلي موروث أو على فكر خاطئ هم و اباؤهم.

والحق أن هناك فارق ضئيل جداً بين التقدير للأشخاص والرموز الدينية وبين تقديسهم ذلك الفارق لايدركه الكثير من الناس جهلاً و ضلالا..

وان فعل التقديس ماهو إلا حالة من حالات العبادة وهي إما أن تكون عبادة لله على الحق وعلى الصراط المستقيم وإما أن تكون شركا محرماً على الباطل وهذا التقديس الضال للأسف يتوفر لدى كثير من الجهلاء من الدهماء في تعلقهم المتعدي إلى فعل تقديس شخص الشعراوي كولي لهم من دون الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

لذلك فإني أرى أنه لن يحن وقت أفول  ذلك النجم الإعلامي الزائف الذي ساعد ترك الناس هجرهم للقرآن وإتباع بريقه المخادع إلا بعودة الناس إلى تدبر كتاب الله لا إلى إتباع أقوال مفسريه.

لكم شوه هؤلاء المفسرون وعلماء الدنيوية المعنى الحقيقي لآيات القرآن وأحكامه وأضاعوا الحق واكتسبوا حب الناس واتباعهم بالباطل.

إنه نداء صادق عودوا إلى تدبر القرآن العظيم واعملوا عقولكم وسيلة لا غاية ولا تهجروا آياته ومعانيه بل اهجروا مايفرض عليكم من أشخاص زائفة و افكار ممنهجة لاتهدف إلى خير لكم ولا مصلحتكم أبدا.

اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حقيقة التاروت وقراءة الفنجان وعلم الابراج وقراءة الكف من القرآن الكريم.

                     بسم الله الرحمن الرحيم الغيب المطلق والغيب النسبي في القرآن الكريم من المعلوم أن معرفة الغيب المطلق قد انفرد بعلمه الخا...